ايمان مؤسسة المنتدى
المساهمات : 413 تاريخ التسجيل : 07/04/2017
| موضوع: حصري تحضير نص في انتظار امين 1متوسط الجيل2 الإثنين يناير 29, 2018 10:52 pm | |
| السند:جلست على حشيّتها أمام الموقد تنكت النار بالملقط ، مصوّبة إلى الجمرات الملتمعة بين يديها نظرات عميقة. ثم تناولت الصّنارتين وقميصا من الصّوف الأبيض كانت قد بدأت نسجه....وأحسّت بالحنان يغمر قلبها لمّا نظرت إلى هذا القميص؛ ولدها ما يزال يذكرها، ما يزال يحبّها بالرّغم من زواجه وَابتعاده عنها وأدغشت الدنيا فنهضت الأمّ وأشعلت القنديل كانت قد ذبحت إكراما لزيارة أمين ديكَ دجاجاتها. اللّيلة ليلة عيد، وأمين لا يأتي إلى القرية كلّ يوم .تقدم اللّيل ، يجب أن تكون السّاعة متجاوزةً السّابعة ؛ وأمين وزوجته لم يصلا بعد.ترى لماذا تأخّر؟ بيروت لا تبعد أكثر من ساعة في السَّيَارة التي تنهب الأرض نهبا، هل انقلبت بهما السَّيَارة ؟ أو تكون امرأته حملته على قضاء ليلة العيد في المدينة بين ضواحيها ؟ تكون قد قالت له: «القرية ! الجبل ! هل تريد أن نضيع ليلتنا هذه إكرامًا لأمّك؟ » هل أصْغَى إليها واقتنع منها ولم يرحم أمَّهُ ؟لا،لا، إنّه يؤكّد في رسالته التي قرأتها لها بنتُ جارتها ثلاث مرّات ؛ يؤكّد أنّه سيجيء وأنّه مشتاقٌ إليها، وكانت الرّسالة في صدرها ؛ فتناولتها وفتحتها وطفقت تجيل فيها نظراتها ـ وقد أمسكتها مقلوبةً ـ فتقف عيناها على السطور والكلمات والحروف وقفات معذّبة بلهاء.غير أنّ الوقتَ طال فدبَّ فيها اليأسُ من جديد هذا شأن أولاد هذا الزمان ! هذا شأن المتزوّجين في هذا العصرِ المتمدّن : عبيدٌ لنسائهم.كانت الأمّ تفكِّر في هذه الأُمور وهي متوجّهةٌ إلى غرفتها لتنام، ثم قعدت في فراشها وما كادت تلقي رأسها حتَّى سمعت هديرَ سيّارةٍ على الطّريق حبست أنفاسها ؛ فإذا البابُ يدقُّ دقات متواليّة قويّة هذه دقّتُه إنها تعرفُ دقَّتَهُ. هكذا كان أبوه يأتي منْ قبله...توفيق يوسف عوّاد (قميصُ الصُّوف)
دليل الأستاذ للسّنة الأولى من التّعليم المتوسّط ص91 الفكرة العامة: ـ شوق الأمّ للقاء ابنها و تأخّره في المجيء . ـ حيرة الأمّ وقلقها لتأخر أمين في العودة . ـ القيم التّربويّة المستخلصة من النّص : لا يكرم الأمّ إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم ، فلنغتنم الفرصة لردّ جميلها ، ولنعمل ما بوسعنا لإسعادها وإرضائها وملازمتها ، فالجنّة تحت أقدامها، فبفقدها نفقد خيرا كبيرا لا يعوّض . | |
|